قوله عز وجل: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: حفي بهم. قال عكرمة: بار بهم. قال السدي: رفيق. قال مقاتل: لطيف بالبر والفاجر حيث لم يهلكهم جوعًا بمعاصيهم، يدل عليه: قوله: {يرزق من يشاء} [البقرة- 212]، وكل من رزقه الله من مؤمن وكافر وذي روح فهو ممن يشاء الله أن يرزقه. قال جعفر الصادق: اللطف في الرزق من وجهين: أحدهما: أنه جعل رزقك من الطيبات، والثاني: أنه لم يدفعه إليك بمرة واحدة. {وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}. {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ} الحرث في اللغة: الكسب، يعني: من كان يريد بعمله الآخرة، {نزدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} بالتضعيف بالواحد عشرة إلى ما شاء الله من الزيادة، {وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا} يريد بعمله الدنيا، {نُؤْتِهِ مِنْهَا} قال قتادة: أي: نؤته بقدر ما قسم الله له، كما قال: {عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد} [الإسراء- 18]. {وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} لأنه لم يعمل للآخرة.أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أخبرنا أبو طاهر الزيادي، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، حدثنا أبو الأزهر أحمد بن منيع العبدي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا سفيان عن المغيرة عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بشرت هذه الأمة بالسنا والرفعة والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب».